كان من أهم العوامل الإيجابية التي ساعدت بأن تكون مكة منطلقاً مناسباً للرسالة الإلهية، وأن تبدأ فيها حركة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بالرسالة: أنَّها كانت خارج النفوذ والسيطرة للقوى الكبرى في ذلك الزمن، كان هناك الروم دولة كبيرة، ودولة عظمى آنذاك، ونفوذها واسع، وسيطرتها قوية على كثيرٍ من المناطق، وتأثيرها العالمي واسع، وكان هناك أيضاً الفرس، ولهم كذلك دولتهم القوية، ونفوذهم الواسع، وتأثيرهم الكبير، ولكنَّ مكة كانت خارج السيطرة لهذه القوى الكبرى آنذاك، وقد فشلت حملة أبرهة الذي هو امتداد للروم، وضمن دائرة نفوذهم، ومن الموالين لهم، والمرتبطين بهم، فشلت في السيطرة على مكة، وكانت تهدف- من خلال تلك السيطرة- إلى تغيير الوضع في مكة، من حيث كونها مركزاً دينياً ترتبط به العرب قاطبةً، أو كذلك- وهي نقطة رئيسية- التصدي لما يعتبرونه بالنسبة لهم خطراً قادماً، وهم كانوا من خلال ما
اقراء المزيد